نبيل فهد المعجل
25-12-2010, 10:56 PM
نبيل فهد المعجل (http://mojil.net/site/wp-admin/mojil.net) – اليوم السعودية (http://www.alyaum.com/issue/article.php?IN=13707&I=806872&G=1)
حضرت قبل أسابيع مؤتمراً يقام سنوياً في مدينة كان بجنوب فرنسا، يقدِّم فيه العارضون والباحثون والمتحدثون أهمَّ المنتجات المستقبلية لتقنية المعلومات، صادف ذهابي إلى هناك حضور أحد الأصدقاء “مؤتمر الطاقة العالمي” في العاصمة الهندية نيودلهي الذي كان يناقش التحديات المستقبلية لاستخدامات الطاقة في الهند، لاحظ عزيزي القارئ كلمة “المستقبلية” في كلا المؤتمرين!
أرسلت للصديق أثناء فترة الاستراحة رسالة هاتفية أبيِّن له الحضور النوعي والمتميز للهنود، كان أكثر العارضين والعارضات من الهند وكان أكثر المحاضرات تفاعلاً وحضوراً يقدِّمها تقنيُّون هنود وتجدهم في كل أركان ورش العمل، كانّ الحضور من الجنسيات الأوروبية يتكلم عن الهند ويتطلع ويتودد إليها!
رد الصديق قائلا : “لحظة خروجي لنيودلهي عرفت أنني مقدم على دولة لها مقوِّمات النجاح. فقد ذكر لي سائق الأجرة المرهَق أنه لم يمنح نفسه إجازةً منذ أكثر من سنتين حتى يتمكن من دفع أقساط المدرسة الخاصة لابنته التي تحضِّر شهادة الدكتوراة في مجال الإلكترونيات، وسائل الإعلام بدورها كانت تتحدث عن زيارة الرئيس الأميركي القريبة وتصب تحليلاتها فيما يجب أن تحصل عليه الهند من أوباما خلال زيارته. بالفعل غادر أوباما ملبياً جميع طلبات الهند لتكون عضواً دائماً في مجلس الأمن ولضمان تقدُّمها في قدراتها النووية والتكنولوجية والزراعية والطبية، إضافة لقضية فساد حامية الوطيس ضد وزير أساء استخدام نفوذه عندما قام بتسهيل شراء شقة لابنه”. يختتم الصديق رسالته التأكيد على أن الهند قادمة لا محالة عندما افتتح رئيس وزراء الهند كلمته في المؤتمر قائلاً: “لا توجد قوة في العالم تستطيع أن تقف في وجه فكرة جاء وقتها، سيداتي سادتي : وقت الهند قد وصل”، وأضاف الصديق من عنده كلمة “.. يا رفيق” في آخر رسالته ولن أعلق عليها هنا!
استمر نقاشي مع الصديق بعد عودتنا حول الهند وكيف بدأت وثبتها الاقتصادية الكبيرة على الرغم من تجاوز تعداد سكانها البليون يتحدثون بأكثر من 350 لغة ويدينون بعشرات الأديان ما بين سماوية وأرضية! خرجنا متفقين على أن سر الهند الرئيس في أنها تغلبت على الطائفية التى كادت تعصف بها وأصبح طموحهم بعيد المدى عالمي الفكر بتقديم تعليم على مستوى عالي الجودة من خلال مواد دراسية أكاديمية تتجدد دورياَ، قيامهم بإنشاء بيئة مناسبة للاستثمار محفزة بذلك كثيرا من عقولها المهاجرة التي تتبوأ مناصب اقتصادية وعلمية في العودة مرة أخرى والاستثمار فيها، مع التركيز على تبني الفطرة السليمة والعيش المشترك من خلال منظومة مبادئ وأخلاقيات وقيم يسير عليها الطلاب، بحيث يتخرج فيها في النهاية طلاب لديهم روح الخدمة لكل البشرية وليس الهند فقط.
نحن متفائلان بطبعنا ولدينا أمل في أن دول الخليج العربي وقتها قادم ـ بإذن الله ـ فهم ليسوا أقل من الهند إمكانات ومقدرة، لكنها العزيمة والرغبة لنبذ الاختلافات العرقية والدينية والطائفية التي تعصف بمجتمعاتها في الوقت الراهن، والتركيز على التعليم “النوعي” الذي يحفِّز على الابتكار، وليس التعليم الكمِّي والتلقيني الذي يخرِّج لنا ببغاوات تردد ما تسمعه دون تفكير ووعي. لو استطاعت دول الخليج أن تتعلم من التجارب الناجحة لمن سبقهم وتجاوزهم ـ خاصة الهند القريبة منَّا حضارةً ومجتمعاً وديناً ـ سيذهب أبناؤها إلى المؤتمرات العالمية المقبلة ليقولوا للحاضرين : “لا توجد قوة في العالم تستطيع أن تقف في وجه فكرة جاء وقتها، سيداتي سادتي : وقت أهل الخليج قد وصل”.
mojilnf@yahoo.com (mojilnf@yahoo.com)
حضرت قبل أسابيع مؤتمراً يقام سنوياً في مدينة كان بجنوب فرنسا، يقدِّم فيه العارضون والباحثون والمتحدثون أهمَّ المنتجات المستقبلية لتقنية المعلومات، صادف ذهابي إلى هناك حضور أحد الأصدقاء “مؤتمر الطاقة العالمي” في العاصمة الهندية نيودلهي الذي كان يناقش التحديات المستقبلية لاستخدامات الطاقة في الهند، لاحظ عزيزي القارئ كلمة “المستقبلية” في كلا المؤتمرين!
أرسلت للصديق أثناء فترة الاستراحة رسالة هاتفية أبيِّن له الحضور النوعي والمتميز للهنود، كان أكثر العارضين والعارضات من الهند وكان أكثر المحاضرات تفاعلاً وحضوراً يقدِّمها تقنيُّون هنود وتجدهم في كل أركان ورش العمل، كانّ الحضور من الجنسيات الأوروبية يتكلم عن الهند ويتطلع ويتودد إليها!
رد الصديق قائلا : “لحظة خروجي لنيودلهي عرفت أنني مقدم على دولة لها مقوِّمات النجاح. فقد ذكر لي سائق الأجرة المرهَق أنه لم يمنح نفسه إجازةً منذ أكثر من سنتين حتى يتمكن من دفع أقساط المدرسة الخاصة لابنته التي تحضِّر شهادة الدكتوراة في مجال الإلكترونيات، وسائل الإعلام بدورها كانت تتحدث عن زيارة الرئيس الأميركي القريبة وتصب تحليلاتها فيما يجب أن تحصل عليه الهند من أوباما خلال زيارته. بالفعل غادر أوباما ملبياً جميع طلبات الهند لتكون عضواً دائماً في مجلس الأمن ولضمان تقدُّمها في قدراتها النووية والتكنولوجية والزراعية والطبية، إضافة لقضية فساد حامية الوطيس ضد وزير أساء استخدام نفوذه عندما قام بتسهيل شراء شقة لابنه”. يختتم الصديق رسالته التأكيد على أن الهند قادمة لا محالة عندما افتتح رئيس وزراء الهند كلمته في المؤتمر قائلاً: “لا توجد قوة في العالم تستطيع أن تقف في وجه فكرة جاء وقتها، سيداتي سادتي : وقت الهند قد وصل”، وأضاف الصديق من عنده كلمة “.. يا رفيق” في آخر رسالته ولن أعلق عليها هنا!
استمر نقاشي مع الصديق بعد عودتنا حول الهند وكيف بدأت وثبتها الاقتصادية الكبيرة على الرغم من تجاوز تعداد سكانها البليون يتحدثون بأكثر من 350 لغة ويدينون بعشرات الأديان ما بين سماوية وأرضية! خرجنا متفقين على أن سر الهند الرئيس في أنها تغلبت على الطائفية التى كادت تعصف بها وأصبح طموحهم بعيد المدى عالمي الفكر بتقديم تعليم على مستوى عالي الجودة من خلال مواد دراسية أكاديمية تتجدد دورياَ، قيامهم بإنشاء بيئة مناسبة للاستثمار محفزة بذلك كثيرا من عقولها المهاجرة التي تتبوأ مناصب اقتصادية وعلمية في العودة مرة أخرى والاستثمار فيها، مع التركيز على تبني الفطرة السليمة والعيش المشترك من خلال منظومة مبادئ وأخلاقيات وقيم يسير عليها الطلاب، بحيث يتخرج فيها في النهاية طلاب لديهم روح الخدمة لكل البشرية وليس الهند فقط.
نحن متفائلان بطبعنا ولدينا أمل في أن دول الخليج العربي وقتها قادم ـ بإذن الله ـ فهم ليسوا أقل من الهند إمكانات ومقدرة، لكنها العزيمة والرغبة لنبذ الاختلافات العرقية والدينية والطائفية التي تعصف بمجتمعاتها في الوقت الراهن، والتركيز على التعليم “النوعي” الذي يحفِّز على الابتكار، وليس التعليم الكمِّي والتلقيني الذي يخرِّج لنا ببغاوات تردد ما تسمعه دون تفكير ووعي. لو استطاعت دول الخليج أن تتعلم من التجارب الناجحة لمن سبقهم وتجاوزهم ـ خاصة الهند القريبة منَّا حضارةً ومجتمعاً وديناً ـ سيذهب أبناؤها إلى المؤتمرات العالمية المقبلة ليقولوا للحاضرين : “لا توجد قوة في العالم تستطيع أن تقف في وجه فكرة جاء وقتها، سيداتي سادتي : وقت أهل الخليج قد وصل”.
mojilnf@yahoo.com (mojilnf@yahoo.com)